اسلامنا معلومات مفيدة عن الفرائض والسنن والغزوات والصحابة وامهات المرمنين

آخر المواضيع

12.26.2021

ابتداء وانقطاع نزول الوحي

ابتداء نزول الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام

كان بدء نُزول الوحي على النبي -عليه الصلاة والسلام- في المنامات والرؤى بتحقُّقها كما يراها، لحديث عائشة -رضي الله عنها-: (أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ).[٦][٧] ثُمّ غلب على النبي حُبُّ الاختلاء بنفسه، فكان يمكث في غار حراء عدّة ليال يتعبَّد فيهنّ ويتأمّل، حتى جاءه الوحي في ليلة من الليالي التي كان يتعبّد بها، فقال له: اقرأ، فأجابه النبيُّ -عليه الصلاة والسلام-: ما أنا بِقارئ، فأخذه وغطَّه حتى أتعبه، فقال له مرةً أُخرى: اقرأ، فأعاد عليه نفس الجواب، فأخذه وغطَّاه مرةً أُخرى، وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فغطّاه مرةً ثالثة، ثُمّ أطلقه وقرأ عليه الآيات الخمس الأولى من سورة العلق، وهي قوله -تعالى-:(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).[٨][٩] ونظراً لأهمّيّة الوحي في الدّين كان الإمام البُخاريّ قد بدأ صحيحه بِكتاب بدء الوحي؛ لبيان أنّه من أُصول الشّرع، والإيمان، وأنّ ما يأتي بعد ذلك من أحكام الدّين فهو مبنيٌّ عليها، وأمّا الإمامُ مُسلم فابتدأ كتابه بالإيمان؛ لأنه هو الأصل وما سواه فهو مبنيٌ عليه؛ لأنّ الوحي أساسٌ للأحكام الفرعيّة والأصليّة.[١٠]

انقطاع نزول الوحي عن الرسول عليه الصلاة والسلام

إنّ انقطاع الوحي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لا يعني عدم لقائه جبريل -عليه السلام-، وإنّما يعني انقطاع نزول القرآن عليه،[١١] وقد حصل هذا الانقطاع بعد بدء الوحي أوّل مرّة، أي بعد نزول سورة العلق، وقد تعدّدت الأقوال في تحديد مدّة هذا الانقطاع كما يأتي:[١٢]

·     نُقل عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّ مدّة هذا الانقطاع لا تزيد عن أيّام، ورجّح الدكتور محمد أبو شهبة هذا القول، وقال إنّه لا يرى أنّ المدة قد تجاوزت الأربعين يومًا.[١٣]

·     رُوي عن ابن إسحاق أنّ المدّة كانت ثلاث سنوات.

·     قال ابن كثير إنّها سنتان ونصف.

·     ذُكرت أقوال أخرى بأنّ المُدّة كانت خمسة عشر يومًا وقيل إنّها ثلاثة أيّام.

إنَّ أوّل ما نزل من القرآن الكريم بعد عودة الوحي هو أوّل خمس آيات من سورة المدّثر، أمّا عن الحكمة من هذا الانقطاع فقد قال ابن حجر: "وكان ذلك -أي فتور الوحي- ليذهب ما كان -صلّى الله عليه وسلّم- وجده من الرَّوع، وليحصل له التشوّف إلى العود"،[١٣] وإنّ مسألة فتور الوحي كانت لأجل أن يستريح رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من المشقّة والعناء الذي لقيه بنزول الوحي إليه، حيث كان يُسبّب له جهدًا كبيرًا، وبانقطاع الوحي مُدّة سيشتاق الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- إليه فتهون عليه المشقّات والصِّعاب ولا يُبالي بها، وتزيد رغبته بنزول الوحي إليه، وتلقيّه لكلام ربّه وقدرته على الدعوة وتحمّل الأذى في سبيل نشر الدين وتبليغه.[١٤] ملخص المقال: نزل الوحي جبريل -عليه السلام- على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أول مرة في غار حراء، وقال له اقرأ، ثم نزلت أول خمس آيات سورة العلق، وقد كان عمر النبي آنذاك أربعون عاماً، ثم حدث انقطاع للوحي ونزل بعد هذا الانقطاع أول خمس آيات سورة المدثر.

المراجع

مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار (1431)، شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي (الطبعة الأولى)، عمان - الأردن: دار ابن الجوزي، صفحة 27. بتصرّف.

رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4956 ، صحيح.

إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي (1976)، السيرة النبوية (من البداية والنهاية لابن كثير) ، بيروت - لبنان: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 385، جزء 1. بتصرّف.

سورة العلق، آية: 1-5.

مجموعة من المؤلفين، روضة المحدثين، الإسكندرية: إنتاج مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة، صفحة 8، جزء 1. بتصرّف.

محمد بن عبد الله الخرشي المالكي أبو عبد الله، شرح مختصر خليل للخرشي، بيروت: دار الفكر للطباعة، صفحة 59، جزء 1. بتصرّف.

سعد المرصفي، كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية، صفحة 615. بتصرّف.

أحمد أحمد غلوش، كتاب السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 325. بتصرّف.

 ^ أ ب موسى بن راشد العازمي، كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 177-179. بتصرّف.

الشعراوي، تفسير الشعراوي، صفحة 1554-1555. بتصرّف.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق